أثق بأصدقائي في تمزيق عملي إربا... عندما أطلب منهم ملاحظات لا يهددونني، لن تكون هناك عبارات كاذبة أو أكاذيب بيضاء، سيكون هناك فقط العمل. العمل بكل عيوبه ومجده، العمل الذي يحتوي على عيب أساسي يتطلب إعادة بناء أقسام كاملة وإعادة صياغتها، العمل الذي يحتاج إلى صقل طفيف، العمل الذي لا يحبونه شخصيا لكنهم يفهمونه كجانب من الحرفة والمفهوم. بالتأكيد قد نختلف حول خطورة بعض تلك العيوب، قد يعتقد أحدنا أن الشعور الأساسي للعمل يعبر عنه بشكل أفضل بخط معين من آخر، وقد نتبادل الآراء حول مبررات، ونناقش وضوحه في العمل النهائي. لكننا نتحدث، وهذا هو الجزء الأساسي، نركز على العمل، نفككه، حتى نتمكن من فهمه بشكل أفضل، وإذا لزم الأمر نعيد بنائه بشكل مختلف. نحن منفتحون على النقاش ومستعدون للمشاركة فيه حتى لو كان الأمر غير مريح. أشعر أنني محظوظة جدا لأن لدي مثل هؤلاء الأصدقاء، وقد سعيت لأن أكون نفس نوع الصداقة للآخرين. لكن هناك مشكلة وجدتها، ليس الجميع يريدك فعلا أن تعطيهم ملاحظات عندما يطلبون ذلك. يريدون العبارات المبتذلة، والمجد الزائف، والعيوب المتجاهلة. هم غير قادرين على طرح أسئلة صعبة عن عملهم، لذا بالطبع هم (وغالبا العمل نفسه) يقعون تحت هذا الأسئلة. لا تفهمني خطأ، كلنا بحاجة إلى بعض الحماس بين الحين والآخر، العالم يحطمنا كثيرا جدا بحيث لا يكون لدينا أصدقاء يساعدوننا على التعافي، لا أقول إنه لا يمكنك أن تمر بلحظات كل ما تريده فيها هو أن يخبرك أحدهم أنك تقوم بعمل رائع. لكن على المدى الطويل، إذا كنت تريد تجنب السقوط العميق بهذا الشكل المتكرر، فإن فهم سبب وكيفية سقوطك خطوة ضرورية، وإن كانت غير مريحة، نحو ذلك. أهمية التعرض والمشاركة في هذا النقد هي شيء كررته كثيرا في هذا المجال. أثناء دراستنا للتصميم الجرافيكي، كانت أول مهمة لنا في الجامعة هي الوصول في ذلك اليوم الأول مع عمل (الملخص كان ببساطة عملا فنيا بدرجة A3 يركز على دائرة). في البداية اعتقدنا أنها مجرد مهمة عادية من نوع "دعونا نرى من قرأ البريد الإلكتروني وما هي البرامج التي يمكنكم جميعا استخدامها". لكن في الواقع تم تقسيمنا إلى مجموعات من 10 أشخاص، مرتبين في دائرة وقيل لنا أن نقدم نقاطنا لبعضنا البعض، ثم ننتقد الشخص المقابل. أنا شخص اجتماعي غريب في أفضل الأوقات، لذا كوني هذه أول تجربة جامعية لي (باستثناء الإفراط في الشرب في عطلة نهاية الأسبوع السابقة) كان أمرا مرعبا جدا بصراحة. لكننا كنا جميعا على قدم المساواة، ولم يكن هناك خيار للهروب، لذا ذهبنا حول الدائرة. بعض الناس تمسكوا رغم أن الجميع اتفق على أن فكرتهم لم تنجح، وبعضهم اختار أعذارا لطباعة نسختهم على A4 بدلا من A3، وبعضهم قبل التحديات واستمر في الأمر، وقالت فتاة واحدة بجدية "أنت فقط لا تفهم". لكن مع تقدم التمرين أشعر أن معظمنا أدرك قيمة هذا وضرورته. إذا لم تستطع تحمل فكرة أمام مجموعة من زملائك في السنة الأولى، كيف ستعرض تلك اللوحة على معلميك، ناهيك عن عميل فعلي؟ خضعنا لهذا "العلاج بالتعرض البصري" كما لو كان، لأن القدرة على تجريد العمل عن الشخصية والنظر إليه بعينين صلبة وناعمة، وطرح الأسئلة عليه، أمر حيوي في التصميم الجرافيكي. لكن بصراحة أشعر أنه ضروري لأي ممارسة فنية طويلة الأمد ككل، والأهم من ذلك أنه مبدأ أساسي لحركة فنية صحية أو مساحة أوسع. انظر، أنا أفهم ذلك، لا أحد يريد أن يسمع أن منزله ينهار، لكن تجاهل أو الجدال مع المهندس الإنشائي لن يغير حقيقة أنه يحتاج إلى أعمال تصحيحية، وربما لو كنت مستعدا لطلب رأيه في وقت أبكر، لما كان العمل بهذا الشكل الواسع أو الصعب. لذا ابحث عن فنانين في المجال الذي تحترمه يشتركون في وسط أو رابط مفاهيمي مع عملك، ويمكنهم إعطاؤك رأيا مستنيرا. لست أقول أنه يجب عليك قبول كلامهم كحقيقة حقيقية، في الواقع الأسئلة التي يطرحونها عن عملك قد تعزز ثقتك في قراراتك التي اتخذتها، لكنك لن تعرف إلا إذا سأل أحدهم. وبهذه المناسبة، مارس طرح هذه الأسئلة عن عملك وعن الآخرين، كلما فككت الأمور أكثر، فهمت كيف تتناسب مع بعضها البعض. باختصار، ابحث عن أصدقاء جيدين، بعيون حادة، وألسنة متفهمة، وآذان مفتوحة. - شكرا ل @exchgART و@bonk_inu Art Masters لمساعدتنا في بناء مساحة فنية أفضل